محمد صلاح الاسطورة

7 يناير 2018 الساعة 10:38 مساء




  بقلم   رؤوف جاسر    







ألف مبروك نجمنا الشاب محمد صلاح، ولمصر، فوزه المتوقَّع والمستحَق بجائزة أحسن لاعب أفريقى، هذا الشاب المحترم المتواضع الذى يسعدنا ويجعلنا نغير انتماءاتنا إكراماً له، فرغم عشقى للأرسنال، لم أتمالك نفسى أن أخشى أن يهدر فرصة انفراد ضد فريقى المحبب، وقد هتفت فرحاً بإحرازه الهدف، ثم اعتذرت لأرسنال، كما لو أنهم أمامى يسمعوننى.
أهم ما ميّز محمد صلاح، ومكّنه من الوصول إلى هذه المكانة الكبيرة- بالإضافة طبعا إلى موهبته، التى لا خلاف عليها- هو توازنه النفسى، الذى جعله يتخطى مراحل التطور المادى والاجتماعى السريع جدا فى حياة لاعب كرة القدم، وهذا التوازن النفسى جاء من شخصيته المتواضعة المتدينة، فلم يتأثر نفسيا- سلبيا- بالقفزات الضخمة التى حدثت له من شاب متواضع إلى لاعب كرة فى أندية المقاولون العرب إلى لاعب فى سويسرا- بازل- وما أدراك ما سويسرا، ثم روما، ثم هداف الدورى الإنجليزى، واللاعب الأهم فى واحد من أعرق أندية أوروبا وإنجلترا، ليفربول.
كثير من اللاعبين المصريين- ومنهم مَن يملك موهبة فطرية قد تفوق محمد صلاح- لم يستطيعوا الاستفادة من فرص مماثلة، لافتقادهم هذا التوازن النفسى والأخلاقى.
إذا كان لدينا مسؤولون حقيقيون يديرون كرة القدم فى الأندية والاتحاد، ويهتمون فعلا برفعة كرة القدم المصرية- وهو ما أشك فيه كثيرا- فعليهم مراعاة هذه المشكلة، التى تتسبب فى فشل الكثير من المواهب، سواء عند الصعود المفاجئ من لاعب ناشئ مغمور إلى نجم فى الفريق الأول، وهذه المشكلة أكثر تواجدا فى الأندية الجماهيرية، وعلى رأسها الأهلى والزمالك، أو حين ينتقل اللاعب إلى أجواء الكرة الأوروبية، بما فيها من أضواء وصخب وعادات جديدة، لذا لزم التفكير فى كيفية الإعداد النفسى للاعبين قبل القفزات المعنوية والمادية الكبيرة.



آخر اﻷخبار

الاكثر قراءة